قال المصنف ﵀:"باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله، أو يدعو غيره" هذه الترجمة مركبة من قضيتين كلاهما من صور الشرك: أن يستغيث بغير الله، أو يدعو غيره.
والاستغاثة: طلب الغوث، كما أن الاستعاذة: طلب العوذ، والاستعانة: طلب العون. والدعاء: هو مطلق الطلب، فالدعاء أعم من الاستغاثة، فيشمل الاستغاثة، والاستعانة، وسائر أنواع المطالب. والفرق بينه وبين خصوص الاستغاثة أن الاستغاثة لا تكون إلا مع كرب، فإنما يستغيث المكروب، كما قال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ [النمل: ٦٢]، وقال: ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: ٦٣، ٦٤] فتلك استغاثة.