وعن ابن عباس ﵄ قال: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ قالها إبراهيم ﷺ حين أُلقي في النار، وقالها محمد ﷺ حين قالوا له: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (١)[سورة آل عمران: ١٧٣]، رواه البخاري، والنسائي.
الشرح:
ترجم المصنف ﵀ للباب بهذه الآية العظيمة: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ وهذه الآية وردت في مقالة موسى ﵇ لقومه، حينما أمرهم أن يدخلوا الأرض المقدسة، فتلكؤوا، وقالوا: ﴿إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا﴾ [المائدة: ٢٢] فأمرهم بالتوكل على الله ﷿، وبين لهم أنه شرط في الإيمان.
وحقيقة التوكل: اعتماد القلب على الله ﷿ في جلب المصالح ودفع
(١) أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن، باب ﴿إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم﴾ [آل عمران: ١٧٣] الآية برقم (٤٥٦٣) والنسائي في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، ما يقول إذا خاف قوماً برقم (١٠٣٦٤).