للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟!]

في الصحيح: عن عائشة أن أم سلمة ذكرت لرسول الله كنيسة رأتها بأرض الحبشة، وما فيها من الصور، فقال: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح، أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله" (١)، فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل.

ولهما: عنها قالت: لما نُزل برسول الله طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال -وهو كذلك-: "لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"؛ يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً"، أخرجاه (٢).

الشرح:

عقد المصنف : "باب: ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟! "، ليُبيِّن الوسيلة المفضية إلى الغلو في الصالحين، وهي قصد العبادة عند


(١) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد برقم (٤٢٧) ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور برقم (٥٢٨).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي ، وأبي بكر، وعمر برقم (١٣٩٠) ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد، على القبور واتخاذ الصور فيها والنهي عن اتخاذ القبور مساجد برقم (٥٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>