للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله]

وقول الله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [سورة يوسف: ١٠٨].

الشرح:

المقصود بالدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله: الدعوة إلى التوحيد. ومعنى الشهادة: الاعتقاد بالجنان، المعبر عنه باللسان،، المصدق بعمل الأركان، بأن لا معبود بحق إلا الله.

مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

لما ذكر المصنف حقيقة التوحيد، وفضله، وتحقيقه، والخوف من الشرك، رأى أنه لا يتم ذلك إلا بالدعوة إليه، فعقد هذا الباب. وهذا من حسن ترتيبه - وكل موحد يذوق حلاوة التوحيد يجد في نفسه دافعًا للدعوة إليه، كأثر متعدٍ بعد الأثر اللازم، فالأثر اللازم: أن يقوم في قلب الإنسان تحقيق التوحيد، والأثر المتعدي: الدعوة إليه.

قوله: " ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: ١٠٨] " هذه الآية تتضمن المنهج الرشيد لكل داعية إلى الله، والخطاب موجه للنبي ولأمته من بعده. وقد اشتملت على ستة معالم دعوية:

الأول: قوله: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي﴾: الحق واحد لا يتعدد، فإفراد السبيل دليل على أن الطريق واحد، وأن الحق واحد لا يتعدد، بينما طرق الباطل كثيرة، قال سبحانه: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>