وعن خولة بنت حكيم قالت: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: "من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات، من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى يرحل من منزله ذلك"(١)، رواه مسلم.
الشرح:
قول المصنف ﵀:"باب: من الشرك الاستعاذة بغير الله" هذه الترجمة ليست على إطلاقها، وإنما أراد المصنف ﵀ نوعاً من أنواع الاستعاذة، وهي الاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، هذا هو الذي يكون من الشرك. وأما الاستعاذة بغير الله فيما يقدر عليه ذلك الغير، فليس شركاً، بدليل قول النبي ﷺ:"يعوذ عائذٌ بالبيت"(٢)، في أحاديث الفتن.
فالاستعاذة بغير الله فيما أقدره الله عليه جائزة، وليست شركاً، كما أن الاستغاثة بغير الله فيما يقدر عليه غيره جائزة، قال تعالى: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ [القصص: ١٥]
والاستعاذة: طلب العوذ. والعوذ: هو الالتجاء والاعتصام. وحقيقة
(١) أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره برقم (٢٧٠٨). (٢) أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت برقم (٢٨٨٢).