للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب ما جاء في قول الله تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي﴾

﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ [سورة فصلت: ٥٠].

قال مجاهد: هذا بعملي وأنا محقوق به (١). وقال ابن عباس: يريد من عندي (٢).

وقوله: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ قال قتادة: على علم مني بوجوه المكاسب (٣). وقال آخرون: على علم من الله أني له أهل (٤). وهذا معنى قول مجاهد: أوتيته على شرف (٥).

عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله يقول: "إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكاً، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، يذهب عني الذي قد قذرني الناس به، قال: فمسحه، فذهب عنه قذره، فأعطي لونًا حسنًا، وجلدًا حسنًا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو البقر" شك إسحاق "فأعطي ناقة عشراء، وقال: بارك الله لك فيها، قال: فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب


(١) التفسير الوسيط للواحدي (٤/ ٤٠).
(٢) بنحوه في تفسير القرطبي (١٥/ ٣٧٣).
(٣) تفسير القرطبي (١٥/ ٢٦٦).
(٤) تفسير البغوي - إحياء التراث (٤/ ٩٣) وتفسير الخازن - دار الفكر (٦/ ٧٩).
(٥) تفسير الطبري = جامع البيان (٢١/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>