وفي الصحيح: عن ابن عباس ﵄ في قول الله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾ [سورة نوح: ٢٣] قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسي (١) العلم عُبدت"(٢).
وقال ابن القيم:"قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد، فعبدوهم"(٣).
وعن عمر أن رسول الله ﷺ قال:"لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله"(٤)، أخرجاه.
(١) في صحيح البخاري (٦/ ١٦٠): و (تنسخ العلم) أي: زالت معرفة الناس بأصل نصبها. (٢) أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن، باب: ﴿وَدًّا وَلَا سُواعًا، وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ﴾، برقم (٤٩٢٠). (٣) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (١/ ١٨٤). (٤) أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول اللَّه: ﴿وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا﴾ [مريم: ١٦] برقم (٣٤٤٥) ومسلم في الحدود، باب رجم الثيب في الزنا برقم (١٦٩١).