والرجاء، وألا يركن إلى حاله، أو يعجب بنفسه، بل يسأل الله العصمة والثبات.
الثانية عشرة: التأمل في كبر هذه الشبهة في قلوب الضالين؛ لأن في القصة أنهم لم يجادلوه إلا بها، مع مبالغته ﷺ وتكريره، فلأجل عظمتها ووضوحها عندهم، اقتصروا عليها.
الشبهة هي: الاعتزاز بالآباء والأجداد، والملة السابقة، فكل من احتج بمثل هذا، ففيه شبه من المشركين، كأن يقول قائل: أدركنا علماءنا ومشايخنا على هذه الطريقة، هذا لا يغني شيئاً، بل يجب الرد عند التنازع والاشتباه إلى الله، وهو كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، وإلى سنة رسوله ﷺ، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: ٥٩].