للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال المصنف :

فيه مسائل:

الأولي: تفسير آية الجن.

وقد تقدم بيانه.

الثانية: كونه من الشرك.

لأن هذا الخبر من مؤمني الجن، جاء في سياق الاستنكار على مشركي العرب، وأقره الله.

الثالثة: الاستدلال على ذلك بالحديث؛ لأن العلماء يستدلون به على أن كلمات الله غير مخلوقة، قالوا: لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك.

استدل العلماء بحديث خولة بنت حكيم على أن القرآن غير مخلوق، قالوا: لأنه لا يجوز أن يُستعاذ بالمخلوق. والقرآن من كلمات الله فهو غير مخلوق.

الرابعة: فضيلة هذا الدعاء، مع اختصاره.

فهو دعاء مختصر وجيز؛ ومع ذلك فإن أثره ونتيجته وعاقبته حميدة وعظيمة.

الخامسة: أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية، من كف شر، أو جلب نفع، لا يدل على أنه ليس من الشرك.

استنبط المصنف هذا من كون رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن، يقول أحدهم: "أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه" فربما كفَّ عنه سفهاء قومه، لكن هذا لا يبيح الاستعاذة بغير الله، فليس وجود النفع دليلًا على صحة العمل، فالخمر والميسر والربا يحصل بها منافع، وهن من الكبائر، فيقال هذا لمن سوغ له نفسه غشيان بعض المحرمات بدعوى حصول النفع فيها: المرجع النص، والحكم الشرعي، وليس الاستحسان والمصلحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>