قوله:"ثم الذين يلونهم" وهم التابعون الكرام، الذين أدركوا الصحابة.
قوله:"ثم الذين يلونهم" أي: أتباع التابعين.
قوله:"ثم الذين يلونهم" أي: أتباع أتباع التابعين.
قوله:"قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثاً" شك عمران، لكن الحديث الذي يليه يرجح أنه ذكر بعد قرنه مرتين؛ ولهذا يُعبّر العلماء بالقرون الثلاثة الفاضلة، وهم الصحابة، والتابعون، وأتباع التابعين. وهم خير أمة محمد ﷺ، وهم أهل الرواية والدراية، وهم الذين حفظ الله بهم الدين، وفيهم المحدثون الكبار، والفقهاء الراسخون في العلم، والعباد الصالحون. فهم، من حيث الجملة، أفضل ممن جاء بعدهم.
ولا يمتنع أن يأتي أفراد في قرون متأخرة، أفضل من أفراد في قرون متقدمة. ولا يمتنع أن يوجد في القرون الثلاثة الفاضلة أقوام من أهل البدع والأهواء، كما هو معلوم مشهور؛ كالخوارج، والرافضة، والقدرية. لكن البدعة، كلما بعد زمنها عن عهد النبوة، غلظت واشتدت. وكذلك المبتدعة أنفسهم، يكثرون في الأزمنة المتأخرة، ويقلون في الأزمنة المتقدمة.
وأصحاب القرون الثلاثة يسمون في الاصطلاح: السلف الصالح، لكن مصطلح السلف ينسحب على من سار على طريقتهم، ولو تأخر زمانه. فقد يقال عن عالم ما: سلفي، وهو في القرن الخامس عشر الهجري، والمراد بوصفه بالسلفية: أنه سار على طريقة السلف الصالح، وقد يوصف شخص بأنه: خلفي، وهو في القرون الأولى؛ لأنه لم يسر على طريقتهم.
قوله:"ثم إن بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون" أي: أنهم يبذلون الشهادة دون طلب؛ لفسقهم، وعدم اكتراثهم، واستخفافهم بأمر الشهادة، وعدم تثبتهم وتحريهم للصدق.
قوله:"ويخونون ولا يؤتمنون" الخيانة: هي الخداع في موضع الائتمان، فهم مخادعون، لا يأمنهم الناس على أموالهم، ولا مصالحهم.
قوله:"وينذرون ولا يوفون" أي: يلزمون أنفسهم بأمور، ثم لا يفون بهذه النذور.