على المصحف، فيضع يده على المصحف ويحلف. فينبغي للمؤمن العاقل ألا يكثر الحلف، ولا يحنث لغير حاجة، وإذا حنث، فلا يدعها من غير تكفير.
مناسبة الآية للباب:
ظاهرة، لما تضمنته من الأمر بحفظ الأيمان.
فوائد الآية:
١ - وجوب حفظ اليمين، وعدم ابتذاله.
٢ - أن حفظ اليمين احترام لجناب المحلوف به، وهو الله تعالى.
قوله:"عن أبي هريرة ﵁ قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: "الحلف مَنفقة للسلعة" "(منفقة) بفتح الميم، والمراد: ترويج للسلعة؛ لأن البائع الذي ينادي على سلعته ويقول: والله أعطيت فيها كذا وكذا، ولم يعطَ، يُنَفِّق سلعته بالحلف الكاذب.
قوله:"ممحقة للكسب" المحق: الإتلاف والإهدار. عوقب بنقيض قصده. فهو، وإن استطاع أن يروج سلعته، إلا إن العاقبة وخيمة، فقد يسلط الله تعالى عليه آفة تمحق هذا الكسب، كما قال الله ﷿: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا﴾ [البقرة: ٢٧٦].
فوائد الحديث والآية:
١ - التحذير من ترويج السلع بالأيمان.
٣ - شؤم عاقبة من نفَّق سلعته بالحلف الكاذب.
٤ - أن العبرة ليست بترويج السلعة وبيعها، بل بما يجعله الله تعالى من بركة. وهذا أمر يجب أن يكون نصب عيني الإنسان، فلا يكون همه جمع الأموال؛ فلو جمع أموال الناس بالباطل، ثم لم يبارك له فيه، كان زاداً له إلى النار، وخسر الدنيا والآخرة. فقليل مبارك خير من كثير منزوع البركة.
قوله:"وعن سلمان" هو سلمان الفارسي، أبو عبد الله، صحابي مشهور، هاجر من فارس إلى المدينة، ليلقى رسول الله ﷺ في قصة مشهورة، أشار بحفر الخندق. مات سنة ست وثلاثين. قوله:"أن رسول الله ﷺ قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله" " أي: لا يكلمهم الله