قوله:"قال: فأتيتُ عبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، وكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي ﷺ " أي كل هؤلاء الصحابة الأربعة الكرام رفع هذا الحديث إلى النبي ﷺ. وقد مر، آنفًا، قول عبادة بن الصامت ﵃ أجمعين-
قوله:"حديث صحيح، رواه الحاكم في صحيحه" أي: في مستدركه؛ لأن الحاكم النيسابوري ﵀ استدرك على الصحيحين؛ البخاري ومسلم، ما يظن أنه فاتهما، ولكنه لم يلتزم بشرطهما، وكأنه أراد أن يراجع ذلك فيما بعد فلم يمكنه؛ لانصرام الأجل، فجاء الذهبي ﵀ لاحقًا، وتتبع مستدرك الحاكم، فوافقه في أشياء وخالفه في غيرها، فما وافق فيه الذهبيٌّ الحاكمَ في استدراكه على الصحيحين، أو على أحدهما، فهو على شرطهما، أو شرط أحدهما، وما خالفه فيه فلا! فإن الذهبي إمام محقق، ومدقق، يُؤخذ بقوله.
مناسبة الحديث للباب:
ظاهرة، لدلاته على وجوب الإيمان بالقدر، والتحذير من إنكاره.
فوائد الحديث:
١ - وجوب الإيمان بالقدر.
٢ - كفر منكري القدر.
٣ - الوعيد الشديد على من أنكر القدر.
٤ - سؤال العلماء عما يشكل من أمور الاعتقاد وغيرها؛ كما فعل ابن الديلمي.
فينبغي للإنسان أن يسأل، فإنما يدرك العلم بالسؤال، بعض العامة يقول: لا تسأل! لا تفتح على نفسك باباً! نعم، إن سألت جاهلًا، أو متعالماً، فقد فتحت على نفسك باب جهالة، لكن الله يقول: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٤٣، الأنبياء: ٧] فإذا وقع في نفس الإنسان شك، فيجب عليه أن يسعى في إذهابه، وليثق تمام الثقة أنه ليس في ديننا شيء يُستحى منه، أو يُعتذر عنه، أو ينافي العقل، أو الفطرة، فديننا كله حق، بحمد الله، نجهر به في