٢ - عدم قبول أعمال منكر القدر؛ لقول ابن عمر، ويدل عليه قول الله ﷿: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ﴾ [التوبة: ٥٤].
٣ - الاستدلال على الأحكام والأقوال بالكتاب والسنة؛ وهذا منهج أصيل يجب على طالب العلم أن يعتمده في كل ما يقرره، ولا يتبرم إذا سئل عن الدليل، بل يفرح، لأنه يدل على أن السائل يريد أن يعبد الله على بينة.
قوله:"عن عبادة بن الصامت ﵁" عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري، الخزرجي، أبو الوليد، أحد النقباء، بدري. مات سنة أربع وثلاثين، ﵁.
قوله:"أنه قال لابنه" ابنه هو الوليد بن عبادة، وكان قد ولد في عهد النبي ﷺ، لكنه كان صغيراً، فلم تثبت له صحبة؛ ولذلك يُعد من كبار التابعين. ويروى أنه قال له ذلك وهو على فراش الموت، ولا يخفى أن الإنسان على فراش الموت يمحض النصح، ولا يقول إلا ما يرى أنه أوكد الكلام، وأهمه، وأنصحه للسامع، لا سيما إذا كان المخاطب فلذة كبده، وهو ابنه.
قوله:"يا بني" هذا تلطف وتودد، يستجيش عاطفة المخاطب، كما قال لابنه وهو يعظه.
قوله:"إنك لن تجد طعم الإيمان" الإيمان له طعم وحلاوة، كما قال النبي ﷺ:"ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان"(١)، وهذه الحلاوة حلاوة حقيقية، بمعنى: أن الإنسان يجدها، لكن لا يلزم من كونها حلاوة حقيقية، أن تكون كحلاوة السكر مثلاً، ولكن المراد: أنها بهجة، وسرور، وانشراح، يجدها المؤمن في قلبه.
قوله:"حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك" أي: ما قدر الله عليك لا بد أن ينفذ فيك، ولا يمكن أن يتخلف عنك.
قوله:"وما أخطأك لم يكن ليصيبك" أي: ما صرفه الله عنك من المقادير فلا يمكن بحال أن ينالك؛ لأن كل شيء بقدر، فليس شيء في الكون يقع خبط
(١) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان برقم (١٦) ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان برقم (٤٣).