والترمذي (١)، والنسائي (٢)، وابن ماجه (٣). فحديث جبريل هذا -كما قال الشراح- حديث عظيم؛ لأنه الدين كله. والشاهد منه قوله:"أن تؤمن بالقدر خيره وشره". ونلحظ في جواب النبي ﷺ في شأن القدر أمرين:
أولاً: أنه أعاد ذكر العامل، فقال:"وتؤمن بالقدر" مما يدل على مزيد تأكيد للإيمان به
ثانياً: فصّل فيه ما لم يُفصل في غيره، فقال:"خيره وشره" لكثرة الغلط في هذا الباب.
قوله:"والذي نفس ابن عمر بيده" تأسياً بقسم النبي ﷺ وفي رواية: (وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ).
قوله:"لو كان لأحدهم" أي القدرية الذين ينكرون القدر، ويقولون: لا قدر، والأمر أنف. قوله:"مثل أحد ذهباً" أحد: جبل متوحد، يقع شمال المدينة، وقعت عنده المعركة المشهورة.
قوله:"ثم أنفقه في سبيل الله، ما قبله الله منه حتى يُؤمن بالقدر" الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، لا ينفع من أنفق هذا المال الطائل من لم يؤمن بالقدر.
مناسبة الأثر للباب:
ظاهرة، لما تضمنه كلام ابن عمر- ﵄ من اشتراط الإيمان بالقدر لقبول العمل، والاستدلال على ذلك بحديث جبريل.
فوائد الحديث:
١ - أن إنكار القدر كفر؛ لأن النبي ﷺ عده من أصول الإيمان.
(١) أخرجه الترمذي ت شاكر في أبواب الإيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنبي ﷺ الإيمان والإسلام برقم (٢٦١٠) وصححه الألباني. (٢) أخرجه النسائي في السنن الكبرى في كتاب العلم، توقير العلماء برقم (٥٨٥٢) وصححه الألباني. (٣) أخرجه ابن ماجه في افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب في الإيمان برقم (٦٣) وصححه الألباني.