للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحب أن تجاب دعوتك فهم يحبون أن تجيب دعوتهم، فينبغي للإنسان أن يكون هيناً ليناً، حسن العشرة مع إخوانه، فيجيب دعوتهم، ولو قدر أنه وقع في هذه الدعوة منكر، فليجتهد في تغييره، فإن لم يحصل مراده انصرف، ولم يرتكب منكراً أشد منه.

قوله: "ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له، حتى تروا أنكم قد كافأتموه" المعروف: اسم جامع للخير، كما أن المنكر اسم جامع للشر، والمراد هنا: قضاء حاجة، أو شفاعة، أو صدقة، أو هدية، أو ما أشبه. "تَروا": بفتح التاء، بمعنى: تعلموا، ويجوز بضمها بمعنى: تظنوا؛ أي: حتى يغلب على ظنكم أنك قد كافأتموه، ثم أمسكوا.

قوله: "فكافئوه" أي: قابلوه بمثله؛ وقد كان النبي يقبل الهدية، ويثيب عليها. فهذا من الآداب الشرعية بين المسلمين، وهو المكافئة، ومقابلة الإحسان بالإحسان.

قوله: "فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له، حتى تروا أنكم قد كافأتموه" أي: لم تتمكنوا من مقابلة إحسانه بصورة من صور الإحسان العملي، أو كان مثله لا يكافأ، كالسلطان، فاجتهدوا له في الدعاء، حتى يقع في القلب حصول المكافئة. والدعاء الصادق من أحسن المكافئة، فربما تدعو له بتوسعة الرزق، وكشف الضر، والشفاء، وما أشبه ذلك من الدعوات المستجابة ما يفوق إحسانه.

مناسبة الحديث للباب:

ظاهرة، لتضمنه الأمر بإعطاء من سأل بالله، وعدم رده؛ إجلالًا لله.

فوائد الحديث:

١ - عدم رد من سأل بالله، إجلالاً لله، وتعظيماً له.

٢ - وجوب إعاذة من استعاذ بالله، ودفع الشر عنه.

٣ - وجوب إجابة دعوة المسلم.

٤ - مقابلة الإحسان بالإحسان. وهذا له صلة بالتوحيد؛ لأن الإحسان في الحقيقة نوع امتنان من المحسن على المحسن إليه، فكمال التوحيد أن تكون المنة

<<  <  ج: ص:  >  >>