للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسماء المناسبة لدعائه، كأن يقول: يا رزاق ارزقني، ويا رحيم ارحمني، ويا جبار أجبرني، وهكذا.

الثاني: دعاء العبادة: وهو أن يمجد ربه بهذه الأسماء، ويُثني بها عليه بلسانه، ويعمل بمقتضاها بجوارحه. مثال ذلك:

- قول النبي : "اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن" (١)، فهو لم يسمِّ حاجة، وإنما أثنى على الله بما هو أهله، فهذا دعاء عبادة.

- إذا علم العبد أن الله تعالى سميع، فلهج بذكره وشكره، وتلاوة كتابه، والدعوة إليه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ لعلمه أن الله يسمع هذا الكلام منه فيرضيه، فيكون متعبداً لله بهذا الاسم، وحين يعقل لسانه عن الغيبة، والنميمة، والقذف، والشتيمة، واللغو؛ لعلمه بأن الله سميع يسمع كلامه، فيسخطه، كان بذلك متعبداً لله بمقتضى علمه بأسمائه.

قوله: ﴿وَذَرُوا﴾ أي: اتركوا، وجانبوا، وانبذوا، وما شابه ذلك.

قوله: ﴿الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾ الإلحاد مأخوذ من اللحد، وهو الميل؛ ومنه سمي لحد القبر لحداً؛ لميله عن سمت الحفر إلى اتجاه القبلة، فحافر القبر لا يزال يحفر بشكل رأسي، فإذا أراد أن مال إلى جهة القبلة، قيل: ألحد. والإلحاد شرعاً: الميل عن ما يجب اعتقاده أو عمله. والإلحاد في أسماء الله تعالى: الميل بها عن مراد الله بها.

وقد جرى الإلحاد في أسماء الله تعالى على صور متعددة: فمنها:

- تسميته بما لم يسم به نفسه: كتسمية النصارى له (الأب)، وتسمية الفلاسفة (علة فاعلة).

- اشتقاق أسماء للأصنام منها: كاشتقاق المشركين "اللات" من الإله، و "العزى" من العزيز.


(١) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه بالليل برقم (٦٣١٧) ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه برقم (٧٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>