دربة يتمكن بها من نقد الروايات الضعيفة سنداً ومتناً؛ فإن الأحاديث الضعيفة والموضوعة يكون فيها علة زائدة عن مجرد ضعف السند؛ لأن ما كان من عند الله فهو معصوم؛ ولهذا قال الله ﷿: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: ٨٢] وقال عن نبيه: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾ [النجم: ٣] وأما المكذوب والموضوع فتجد فيه من النكارة ما يُعلم أنه ليس من عند النبي ﷺ. ونجد كثيراً من المحدثين النقاد إذا مر به حديث يستنكره، يقول: آثار الوضع عليه بادية. ولكن هذا لا يحسن من كل أحد، فلا ينبغي لطالب العلم المبتدئ أن يتعجل بالحكم على حديث ما، بأن آثار الوضع بادية عليه؛ لكونه يقرع سمعه لأول مرة؛ أو لأنه استنكر سماعه، أو لم يفهم المراد به، هذا أمر لا يجرؤ عليه إلا الراسخون.
قوله:"وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته" أي: إن الشرك الذي وقع منهما شرك طاعة، ولم يكن شرك عبادة محضة، كالركوع، والسجود.
"وله بسند صحيح عن مجاهد، في قوله: ﴿لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا﴾ قال: أشفقا ألا يكون إنساناً، وذكر معناه عن الحسن، وسعيد، وغيرهم" وقد ذكرنا التحقيق في هذه المسألة.
مناسبة الأثر للباب:
ظاهرة، على فرض صحة كونه تفسيرًا للآية.
فوائد الآية:
١ - تحريم التسمية بكل اسم معبّد لغير الله، وهذا كثير، ومنه تسمية الروافض: عبد علي، وعبد الحسين، وعبد الرضا، وتسمية بعض الغلاة: عبد النبي، وتسمية النصارى: عبد المسيح.
٢ - أن تعبيد الأسماء لغير الله نوع من أنواع الشرك.
٣ - وجوب شكر نعمة الله على الأولاد؛ من بنين وبنات؛ وقد امتن الله تعالى على كثير من عباده فقال: ﴿بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ [النحل: ٧٢]، وقال: ﴿أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ﴾ [الشعراء: ١٣٣].