للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلة من الصحابة الخيار الأبطال، حتى قتلوه. فهذان الرجلان -ولعلهما المذكورين سابقاً، وقد يكونان غيرهما، لاختلاف الحال- اقترح أحدهما الترافع إلى النبي ، واقترح الآخر الترافع إلى كعب بن الأشرف.

قوله: "ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله : "أكذلك؟ " قال: نعم، فضربه بالسيف، فقتله" أي فعل ذلك غضبًا للنبي ، وعقوبةً على كفر من لم يرض به حكمًا.

هذا الأثر، قد أخرجه البغوي معلقاً عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، كما تقدم، ومن المعلوم أن الكلبي متهم بالكذب، فالحديث بهذا الإسناد يكون ضعيفاً، ولكن قد أخرجه الطبراني (١)، والواحدي، كما تقدم، بإسناد جوده ابن حجر (٢). ويبقى في الحديث إشكال، وهو: كيف عمد عمر إلى قتل الرجل من تلقاء نفسه، مع أن الحدود لا بد أن ترفع إلى السلطان؟ فهذا مُشكِل. وقد أجيب عنه بأجوبة غير مقنعة، منها:

١ - عدم ثبوت هذه القصة.

٢ - إن عمر كان قد اطلع على الحال، واستأذن النبي ؛ لأن المعروف من حال عمر في وقائع كثيرة أنه كان يقول للنبي : "يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق" (٣)، فكان النبي يمنعه في مناسبات عدة، منها:

- في قصة حاطب بن أبي بلتعة (٤).

- وفي قصة الرجل الذي قال له: اعدل يا محمد (٥).


(١) القرآن العظيم- للإمام الطبراني (ص: ٠).
(٢) فتح الباري لابن حجر (٥/ ٣٨).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب الجاسوس برقم (٣٠٠٧) ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر برقم (٢٤٩٤).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب الجاسوس برقم (٣٠٠٧) ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر برقم (٢٤٩٤).
(٥) أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام برقم (٣٦١٠) ومسلم في الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم برقم (١٠٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>