تقدم، والخطيب (١)، والحكيم الترمذي (٢)، وأبو القاسم الأصبهاني (٣)، والبيهقي (٤)، وأخرجه في الكنز، وعزاه إلى:(الحكيم، وأبو نصر السجزي في الإبانة، وقال: حسن غريب، والخطيب عن ابن عمرو)(٥). وقال ابن رجب الحنبلي ﵀ في شرحه للأربعين النووية:"قلتُ: تصحيح هذا الحديث بعيد جداً من وجوه، منها: أنه حديث يتفرد به نعيم بن حماد المروزي، ونعيم هذا وإن كان وثقه جماعة من الأئمة، وخرج له البخاري، فإن أئمة الحديث كانوا يحسنون به الظن، لصلابته في السنة، وتشدده في الرد على أهل الأهواء، وكانوا ينسبونه إلى أنه يَهِم، ويُشبَّه عليه في بعض الأحاديث، فلما كثر عثورهم على مناكيره، حكموا عليه بالضعف … ومنها: أن في إسناده عقبة بن أوس السدوسي البصري، ويقال فيه: يعقوب بن أوس أيضاً، وقد خرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه حديثاً عن عبد الله بن عمرو، ويقال: عبد الله بن عمر، وقد اضطرب في إسناده"(٦). فالحديث محل نزاع في تصحيحه وتضعيفه، إلا أن معناه صحيح.
قوله:"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به" نفى النبي ﷺ الإيمان الواجب عمن لم يكن هواه تبعاً لما جاء به ﷺ، وهذا معنى صحيح؛ ولهذا قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، صاحب تيسير العزيز الحميد ﵀:"معناه صحيح قطعاً، وإن لم يصح إسناده، وأصله في القرآن كثير"(٧)، أي: هذا المعنى في القرآن كثير، ومثال ذلك قول الله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥] ومعنى الآية هو معنى الحديث؛ لأنه قال فيها: ﴿ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي
(١) تاريخ بغداد ت بشار (٦/ ٢٠) (١٦٠٩). (٢) نوادر الأصول في أحاديث الرسول (٤/ ١٦٤). (٣) الحجة في بيان المحجة برقم (١٠٣). (٤) المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي برقم (٢٠٩). (٥) كنز العمال (١/ ٢١٧) (٦) جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (٢/ ٣٩٤ - ٣٩٥). (٧) تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد (ص: ٤٩٢).