٤ - أن كل معصية في الأرض فهي فساد، وليُتأمل قول أخوة يوسف: ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾ [يوسف: ٧٣] لأن السرقة فساد.
٥ - عدم الاغترار بأقوال أهل البدع والأهواء، وإن زخرفوها بدعوى الإصلاح.
قوله: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ الإفساد يكون بالشرك، والمعاصي، والعدوان.
قوله: ﴿بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ الأرض صلحت بما جاء به الأنبياء من الإيمان الصحيح، والشرائع العادلة، والأخلاق القويمة؛ ولهذا نهاهم نبيهم عن الإفساد.
مناسبة الآية للباب:
كسابقتها، وذلك أن من تحاكم إلى غير شرع الله فقد أفسد؛ لأن الصلاح يحصل باتباع الشرع.
فوائد الآية:
١ - أن المعاصي سبب فساد الأرض، ويقابل ذلك أن الطاعة سبب صلاحها.
٢ - أن الحكم بغير ما أنزل الله إفساد في الأرض.
فهؤلاء الذين يدعون مجتمعاتهم الإسلامية إلى محاكاة الغرب والشرق، والسير على خطاهم، فيما يتعلق بالأفكار، والأخلاق، والقيم، والمبادئ هم يدعون إلى الإفساد.
فإذا انبرى هؤلاء المفسدون، ونفّروا أهل الإسلام من تطبيق الحدود، مثلاً، وقالوا: لم تزهق نفس القاتل؟! ولم تقطع يد السارق؟! ولم يرجم الزاني المحصن؟! هذه قسوة ووحشية، كما يزعمون، فلنعلم أنهم هم المفسدون حقاً، وأن الإصلاح باتباع ما شرع الله الذي هو أعلم بمن خلق، فلا نلتفت لهذه الدعاوى، بل نعلم فسادها. قال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: ١٧٩] وفي الحديث: "حدٌ يقام في الأرض خير من أن تمطروا أربعين