- ﴿فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا﴾ إذا وقعت لهم فتنة، أو خافوا سخطة، قالوا: نحن نريد تحسين العلاقات، وتصحيح صورة الإسلام، وهم في الواقع يثلمون الدين، ويهدمون أركانه، فمهما زوقوا العبارات فإنهم في الحقيقة، سلكوا كمسلك أولئك المنافقين، كما وصف الله تعالى: فينبغي أن نعتبر بهذه الآيات العظيمات، ونعلم أن الله تعالى ما أبقى ذكرها إلا لدوام الحاجة إليها.
فوائد الآيات:
١ - لا يجوز تقديم كلام أحد، كائناً من كان، على كلام الله ورسوله.
٢ - وجوب التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، مع الرضا والتسليم، قال تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥].
٣ - أن من تحاكم إلى غير شرع الله، وارتضاه فليس بمؤمن، ولو ادعى الإصلاح، أو التطوير، أو العصرنة، أو غير ذلك من الدعاوى المزوقة.
٤ - أن من غيّر ما أنزل الله فهو طاغوت، ومن تحاكم إليه فقد تحاكم إلى الطاغوت، وإن سماه مثلاً: حقوق الإنسان، أو الحرية الدينية، أو المساواة بين الجنسين، أو غيرها من الأسماء المزوقة.
٥ - وجوب الكفر بالطاغوت.
٦ - وجوب الحذر من مكائد الشيطان؛ فالشيطان لا يقول لأتباعه: هلموا إلى الضلال، وإنما يقول: هذا الأفضل والأحسن، ويزين ذلك بشتى الأساليب.
٧ - أن من دُعي إلى شرع الله فأعرض عنه، فهو منافق معلوم النفاق.
٨ - مشابهة المتكلمين للمنافقين في هذا المسلك.
٩ - مشابهة العلمانيين والليبراليين للمنافقين في هذا المسلك.
قوله: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ هؤلاء هم المنافقون أيضاً. والإفساد نوعان: إفساد حسي مادي، وإفساد معنوي، والثاني أشدهما خطراً؛ لأن الأول يتعلق بالممتلكات، وما يمكن استصلاحه،