فقوله: ﴿إِنَّمَا﴾ أداة حصر. فهذه هي صفات المؤمنين الخلص.
قوله: ﴿يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ عمارة المساجد على ضربين:
- عمارة حسية: ببنائها بما جرت العادة من البناء؛ إما من اللبن والطين، أو من الإسمنت والحديد، بحسب اختلاف الأحوال، وقد جاء في الحديث المتواتر:"من بنى مسجداً لله كمفحص قطاة (١)، أو أصغر، بنى الله له بيتاً في الجنة"(٢)، فلا شك أن العمارة الحسية لبيوت الله من أعظم الفضائل.
قوله: ﴿مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ﴾ هؤلاء هم العمار الحقيقيون، وليست العمارة بمجرد تشييد المباني، بل العمارة الحقيقية تكون ب:
(١) كمفحص قطاة: هو موضعها الذي تجثم فيه وتبيض؛ لأنها تفحص عنه التراب، وهذا مذكور لإفادة المبالغة، وإلا فأقل المسجد أن يكون موضعاً لصلاة واحد. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٤١٥) بتصرف. (٢) أخرجه ابن ماجه في كتاب المساجد والجماعات، باب من بنى لله مسجداً برقم (٧٣٨) وصححه الألباني.