للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللمفسرين في مواقع النجوم قولان:

الأول: منهم من يقول، كابن عباس (١): المراد بها نجوم القرآن؛ لأن القرآن نزل منجماً حسب الوقائع والحوادث، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ [الفرقان: ٣٢].

الثاني: المراد: مطالع الكواكب والأجرام السماوية، وهو القول الذي أراده المصنف، وهي مطالع عظيمة؛ ولأنه قسم عظيم قال: ﴿وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ [الواقعة: ٧٦]. فهذه النجوم التي تبدو لنا قريبة، لا تقاس في القياسات الحديثة، إلا بالسنين الضوئية، والسنة الضوئية: ما يقطعه الضوء في سنة كاملة، وسرعة الضوء أعلى أنواع السرعة، حيث يسير الضوء ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية الواحدة! ولهذا يحتاج ضوء الشمس ليصل إلينا ثماني دقائق. وأقرب نجم بعد الشمس، نجم يقال له: قنطورس، يحتاج ضوؤه ليصل إلينا أربع سنين! فهذا يدل على عظم مواقع النجوم، وسعة خلق الله، فهو خلق فسيح، وما نحن في هذا الكون إلا هباءة صغيرة.

مناسبة الحديث للباب:

مطابقة، لما فيه من ذم نسبة نزول المطر إلى الأنواء، وتسمية كفراً، وتكذيباً.

فوائد الحديث:

١ - مشروعية صلاة الجماعة في السفر والحضر، والصحو والمطر.

٢ - مشروعية تعليم الإمام الناس ما يحتاجون إليه، وتخولهم بالموعظة، في المقام المناسب.

٣ - التعليم عن طريق السؤال والجواب؛ لقوله: "أتدرون ماذا قال ربكم؟ ".

٤ - أنه يشرع لمن سُئل، عن أمر شرعي، وجهل، أن يقول: الله ورسوله أعلم.

٥ - تحريم نسبة نزول المطر إلى النوء.


(١) تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (٢٤/ ٥٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>