للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثامنة: العجب العجاب: خروج من يدعي النبوة مثل المختار، مع تكلمه بالشهادتين، وتصريحه بأنه من هذه الأمة، وأن الرسول حق، وأن القرآن حق، وفيه أن محمداً خاتم النبيين، ومع هذا يصدق في هذا كله مع التضاد الواضح، وقد خرج المختار في آخر عصر الصحابة، وتبعه فئام كثيرة.

وهو المختار بن عبيد الثقفي، وكان قد خرج في أواخر عهد الصحابة، بالعراق، فادعى النبوة والألوهية، ووقع منه -والعياذ بالله- شر عظيم، وتبعه خلق كثير من المفتونين، حتى أهلكه الله ﷿، فهذا فعلاً مما يدعو للعجب أن يُصدَّق مع أنه كان يظهر الإقرار بنبوة محمد .

التاسعة: البشارة بأن الحق لا يزول بالكلية، كما زال فيما مضى، بل لا تزال عليه طائفة.

كما في قوله: "ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة"؛ ولهذا ينبغي لكل مؤمن أن يشرف بالانتماء إلى هذه الطائفة المنصورة، وأن يحرص على معرفة صفاتها، وخصائصها، حتى يسلكه الله تعالى في سلكها.

العاشرة: الآية العظمى؛ أنهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.

كما قال تعالى: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٤٩]

الحادية عشرة: أن ذلك الشرط إلى قيام الساعة.

لقوله: "حتى يأتي أمر الله"، ومراده بالساعة: ساعة المؤمنين، وهي الريح الطيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>