منها: إخباره بأن الله زوى له المشارق والمغارب، وأخبر بمعنى ذلك، فوقع كما أخبر، بخلاف الجنوب والشمال. وإخباره بأنه أعطي الكنزين. وإخباره بإجابة دعوته لأمته في الاثنتين. وإخباره بأنه منع الثالثة. وإخباره بوقوع السيف، وأنه لا يرفع إذا وقع. وإخباره بظهور المتنبئين في هذه الأمة. وإخباره ببقاء الطائفة المنصورة. وكل هذا وقع كما أخبر، مع أن كل واحدة منها من أبعد ما يكون في العقول.
فهذا نحو عشر آيات من آيات النبوة، أخبر بها النبي ﷺ، وكلها وقعت كما أخبر ﷺ، وبعضها يقع، وبعضها سيقع. وقد يتفاجأ السامع في وقت النبي ﷺ كيف يقع ذلك؟ لكن الأمر وقع كما أخبر ﷺ، ومن تأمل هذه الآيات وطبقها على الواقع وجد أنها منطبقة غاية الانطباق.
الثالثة عشرة: حصر الخوف على أمته من الأئمة المضلين.
الحصر بقوله:"وإنما"؛ لأن الأئمة المضلون يحصل بضلالهم ضلال من خلفهم. وهذا في الأمور العامة، وأما الأمور الخاصة، فقد قال:"إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ"(١)
الرابعة عشرة: التنبيه على معنى عبادة الأوثان.
في قوله:"وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان". أي: أن عبادة الأوثان لا تختص بالركوع والسجود لها، بل تشمل اتباع المضلين الذين يحلون ما حرم الله، ويحرمون ما أحله الله، فيتبعوهم. وهذا مما وقع في هذه الأمة، كما وقع فيمن قبلها.