٢ - أن اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد من الغلو، فلو قال قائل: إني أجد في نفسي خشوعاً وحضور قلب، إذا صليتُ لله عند قبر الشيخ فلان، أو السيد فلان، ما لا أجد مثله إذا صليت في بيتي أو في مسجد الحي! فيقال: هذا من تزيين الشيطان وإيحائه؛ ليفضي إلى الوقوع في الشرك.
٣ - اتصاف الله تعالى بصفة الغضب؛ وهي من صفاته الفعلية اللائقة به، المتعلقة بمشيئته وحكمته، وبطلان تحريفها إلى الانتقام، أو إرادة الانتقام.
قوله:"ولابن جرير" هو أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري، الإمام، المفسر، المحدث، الفقيه، المؤرخ، المجتهد، ديوان من دواوين العلم، وآية من آيات الله، وأعجوبة من أعاجيب الزمان، وعاء من أوعية العلم. ولد سنة أربع وعشرين ومائتين. قال لأصحابه:"أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ فقال: ثلاثون ألف ورقة، فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه، فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة، ثم قال: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟ قالوا: كم قدره؟ فذكر نحواً مما ذكره في التفسير، فأجابوه بمثل ذلك، فقال: إنا لله ماتت الهمم"(١)، كانت وفاته سنة عشر وثلاثمائة للهجرة. وعقيدته عقيدة سلفية، وتفسيره هو المقدم من التفسير بالمأثور، والمفسرون بعده عيال عليه.
قوله:"عن سفيان": الأقرب أنه سفيان بن سعيد الثوري ﵀، أبو عبد الله، الكوفي. وهو إمام ثقة، ثبت، حجة، كانت وفاته سنة إحدى وستين ومائة.
قوله:"عن منصور": هو منصور بن المعتمر السلمي، من المحدثين الثقات، توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
قوله:"عن مجاهد": هو مجاهد بن جبر المخزومي، مولاهم، صاحب ابن
(١) تاريخ بغداد ت بشار (٢/ ٥٤٨) وتاريخ دمشق لابن عساكر (٥٢/ ١٩٨).