إلى قلوب واثقة، مطمئنة. فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. فمن عقد قلبه على هذا المعنى، فليبشر، فعما قريب سينقشع البلاء، ويتكشف عن خير عميم، وبركة مذخورة.
ثم قال المصنف ﵀:
قوله:"وفيه" أي: في صحيح البخاري.
قوله:"عن ابن عمر ﵄" هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ﵁ وعن أبيه- كانت وفاته سنة (٧٣ هـ) وهو من فقهاء الصحابة، ومحدثيهم.
قوله:"أنه سمع رسول الله ﷺ يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر" كان ذلك بعد أن كسرت رباعيته، وشج رأسه الشريف يوم أحد.
قوله:"اللهم العن فلاناً وفلاناً" اللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، وقد لعن النبي ﷺ أشخاصًا معيّنين، سيأتي ذكرهم في الرواية الأخرى.
قوله:"بعد ما يقول: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد" " أي: بعد الرفع من الركوع والتسميع. والمراد بالسمع هنا: سمع الإجابة، أي: تقبل، فهذه الجملة دعائية. وأما الحمد: فهو وصف الله تعالى بصفات الكمال، ونعوت الجلال.
قوله:"فأنزل الله تعالى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ الآية. وفي رواية: يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ " هؤلاء الثلاثة كانوا مشركين يوم أحد، وأسلموا عام الفتح، فحين لعنهم النبي ﷺ استدرك الله عليه ذلك، وقال: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾، لأنه سبق في علم الله أن هؤلاء الثلاثة سيسلمون، ويحسن إسلامهم. ولا تعارض بين حديث ابن عمر، وحديث أنس السابق، قال ابن حجر،﵀:(وَطَرِيق الْجمع بَينه وَبَين حَدِيث بن عُمَرَ أَنَّهُ ﷺ دَعَا عَلَى الْمَذْكُورِينَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي صَلَاتِهِ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ فِي الْأَمْرَيْنِ مَعًا فِيمَا وَقَعَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَذْكُورِ وَفِيمَا نَشَأَ عَنْهُ مِنَ الدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ كُلُّهُ فِي أُحُدٍ)(١)