قوله تعالى:{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ}: أي: إن هذه النارَ على كلِّ همزةٍ لمزةٍ، أو على أصحاب هذه الأفئدة وهم الكفار، مطبَقةٌ لا تنفرج ولا يدخلها رَوحٌ، وبيان القراءة وذكرُ مآخذها مرَّا في سورة البلد.
قوله تعالى:{فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}: قرأ حمزة والكسائي: {في عُمُد} بضمتين، وكذا عاصم في رواية أبي بكر، والباقون بفتحتين (١)، وهما لغتان في جمع عمادٍ وعَمود، والعماد والعُمُد -بالضم- كالحِمار والحُمُر، وبالفتح كالإهاب والأَهَب، والعمود والعُمُد -بالضم- كالرسول والرسُل، ومعناه: تُطرح العمدُ على أبوابها وتمدُّ عليهم لاستحكام يأسهم.
وقال الحسن: لجهنم سرادقٌ كما قال: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا}[الكهف: ٢٩] وللسُّرادق عمدٌ، فإذا مُدَّت تلك العُمد أُطْبقت جهنم على أهلها.
وقيل:{فِي عَمَدٍ}؛ أي: بعمدٍ؛ كقولك: فعلت (٢) كذا بموضع كذا وفي موضع كذا؛ أي: أُطبقت بها.