قوله تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}: أي: القرآن وهو كناية عن معلوم غيرِ مذكور؛ كقوله (١) تعالى: {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ}[فاطر: ٤٥].
وكان إنزال القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليلةَ القدر، وهي في شهر رمضان.
وقال:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[البقرة: ١٨٥]، وقال:{وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}[الإسراء: ١٠٦]، والتنزيل: التفصيل، ولا تنافيَ بين الآيات، فإن إنزالَ القرآن جملةً إلى السماء الدنيا كان في ليلة القدر، وتلك الليلة في شهر رمضان، وتفصيلَه في ثلاثٍ وعشرين سنةً من لدُنْ مبعثِ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أن مضى لسبيله -صلى اللَّه عليه وسلم-.
{فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وليلةُ القدر (٢): ليلةُ التقدير، وهو تقدير الأعمال والأرزاق والآجال، وهو إظهار مقاديرها وإثباتُها في نُسخٍ ودفعُها إلى جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السلام، وهو قوله تعالى (٣): {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.
(١) في (أ): "كما في قوله". (٢) في (ف): "أي" بدل: "وليلة القدر". (٣) في (ف): "كقوله" بدل: "وهو قوله تعالى".