قوله تعالى:{وَالْفَجْرِ}: أقسمَ اللَّهُ تعالى بالفجر، واختُلِف فيه:
قيل: هو الصُّبح، وهو كما قال:{وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ}[المدثر: ٣٤]، ثم (١) قيل: هو فجرُ كلِّ يوم.
وقيل: فجر أوَّل يوم من المحرَّم. وهو قول ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما (٢).
وقيل: فجر أوَّل يوم من ذي الحجَّة.
وقيل: فجر يوم النَّحر.
وقيل: هو صلاة الفجر، قال تعالى:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}[الإسراء: ٧٨].
وقيل: هو قَسَم بانفجار المطر من السَّحاب.
وقال عكرمة: هو قَسَم بانفجار الماء من الجبال؛ قال:{وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ}[البقرة: ٧٤](٣).
وقيل: هو قَسَم بانفجار الماء من حجر موسى عليه السلام؛ قال تعالى {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}[البقرة: ٦٠].
وقال قتادة: هو قَسَم بانفجار الماء من بين أصابع رسولنا عليه الصلاة والسلام (٤).
(١) "ثم" من (أ). (٢) ذكره عنه ابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ٤٧٦). وذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٩١) عن قتادة. (٣) ذكره دون نسبة الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٩١)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ٤٧٦). (٤) ذكره الكرماني في "غرائب التفسير وعجائب التأويل" (٢/ ١٣٣٧).