وقيل:{إِنَّهُ}؛ أي: القرآن {لَقَوْلٌ فَصْلٌ}؛ أي: فاصل (١) بين الحقِّ والباطل، كما يسمَّى (٢) هو فرقانًا؛ لأنَّه فارقٌ بينَ الحقِّ والباطل.
{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا}: أي: إنَّ هؤلاء المشركين المكذِّبين بالبعث يحتالون لدفع ما أتيتَهم به يا محمَّد من الحقِّ بالتَّمويه على الضَّعَفة، ويمكرون بك، ويقصدون إهلاكَكَ.
وقال عطاء: هم الذين اقتسموا طُرُقَ مكَّة. على ما مَرَّ في آخر (سورة الحجر).
{وَأَكِيدُ كَيْدًا}: أي: وأنا اللَّهُ أنقضُ عليهم كيدَهم، وأُبطِلُ احتيالهم، ويكون هذا جزاءً لهم على فعلِهم.
ولا يجوز إطلاق هذا الوصف على اللَّه تعالى إلَّا على وجه الجزاء (٣)، وهو كقوله:{نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}[التوبة: ٦٧]، وقوله:{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}[النساء: ١٤٢]، {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}[البقرة: ١٥]، ونظائره.
{فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ}: أي: فلا تَعْجَل في طلب هلاكِهم.