أحدها: هو إثباتٌ وبيانٌ للنَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِمَا عنه يتساءلون، يقول: يتساءلون عن النَّبأ العظيم، وهو كقوله:{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}[غافر: ١٦]: هذا استفهامٌ ثم قوله: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}[غافر: ١٦]: إخبارٌ وإثباتٌ.
والثَّاني: أنَّه استفهام آخر، بتقدير ألف الاستفهام فيه؛ أي: أَعَنِ النَّبأ العظيم، وهو كقوله:{أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}[الأنبياء: ٣٤].
والثَّالث: أنَّه متَّصل بالأوَّل. وهو قول الفرَّاء، قال: معناه (١): عَمَّ تتحدَّثُ قريشٌ في القرآن، و {عَمَّ} في معنى: لأيِّ شيءٍ (٢).
وقوله تعالى:{عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}:
قال مجاهدٌ: أي: القرآن، كما قال: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ} [ص: ٦٧](٣).
(١) في (أ): "وقوله" وفي (ر): "فإن معناه"، بدل: "قال معناه". (٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢٢٧). (٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٤/ ٦).