وعلى القول الثَّاني: يقع الاسم على آدم وعلى أولاده أيضًا.
وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: معناه: ما أتى على الإنسان حين من الدَّهر لم يكن شيئًا مذكورًا، بل كان (١) مذكورًا لي، كأنَّه يقول: هل غفلْتُ ساعة من حفظِك؟ هل خلَّيتُكَ قَطُّ ونفسَك؟ هل أخليْتُكَ لحظةً من رعاية جديدة، وحماية مزيدة (٢)؟
وقوله تعالى:{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ}: هذا على ولد آدم.
وقيل: الأوَّل هو على ولد آدم أيضًا، وهما واحد، ومعناه: قد أتى على ولد آدم حين من الدَّهر من حين يقع ماء الرَّجل في رحم المرأة؛ أي: إلى أن يُنفَخ فيه الرُّوح، وإلى أن يُولَد لم يكن مذكورًا للنَّاس.
{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ}؛ أي: هذا الإنسان {مِنْ نُطْفَةٍ} تخرج من بين الصُّلب والتَّرائب.
{أَمْشَاجٍ}: نعت النُّطفة. وهي جمع مَشِيْجٍ، ومعناه: الأخلاط، والمَشَجُ بالفتح: الخَلْط، وهو مصدر، وبالكسر (٣): الخِلْط، وهو اسم.