{وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}: أي: ويُلَبِّسوا على الضَّعَفة، ويقولون: هذا تخييلٌ قَوِيٌّ، فعَلَه حاذِقٌ بالسِّحر، فيَتَصَوَّرُ بصُورة الانشقاق وهو بحاله لم يَنْشَقَّ، وهو مأخوذٌ مِن إمرار الحَبْل، وهو إحكامُ فَتْلِه.
وقال الأخفش:{مُسْتَمِرٌّ}: شديدٌ (٣)، والمِرَّةُ: القُوَّةُ والشِّدَّةُ.
(١) رواه البخاري (٤٨٦٤) و (٤٨٦٥)، ومسلم (٢٨٠٠)، دون قوله: "فقال المشركون: سحَرَ محمدٌ القمَرَ"، ولفظ مسلم: بينما نحن مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بمنى إذا انفق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل، وفلقة دونه، فقال لنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اشهدوا". (٢) رواه الطيالسي في "مسنده" (٢٩٣)، والطبري في "تفسيره" (٢٢/ ١٠٦)، والشاشي في "مسنده" (٤٠٤)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (١٤٦٠)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٤٠٠)، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص: ٢٦٩) عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه. وقد روى البخاري (٣٦٣٨)، ومسلم (٢٨٠٣) عن ابن عباس رضي اللَّه عنه: (أن القمر انشق في زمان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-). (٣) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٤١٠) عن الأخفش والفراء. =