ومعنى التَّخفيفِ: ما كذَبَ فؤادُه فيما رأى محمدٌ بعينه جبريلَ، وفيما وعى مِن عِلْمِه، وبالتَّشديدِ: لم يوجَدْ مِن قلبِه التَّكذيبُ لِمَا رآه بعينه، ولا إنكارُه.
وقرأ الباقون:{أَفَتُمَارُونَهُ}(٣): أي: أَفَتُجَادِلونه على ما يرى؟ فتقولون: إنه لم يرَ جبريلَ عليه السلام، وإنما رأى شيطانًا؛ كما ترى (٤) الكهَنةُ الشياطينَ.
وإنما قال:{يَرَى}، ولم يقل:(رأى)؛ لأنَّه كان يراه في كلِّ نُزولٍ، فهو على الفعلِ الدَّائمِ.
قالت عائشةُ رضي اللَّه عنها: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيتُ جبريلَ مُنْهَبِطًا قد ملَأَ ما بين السماء والأرض، عليه ثِيابُ سُنْدُسٍ مُعَلَّقٌ بها اللُّؤْلُؤُ والياقوتُ"(٥).
(١) في (ف): "عباس". (٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦١٤)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٠٤)، وقراءة التشديد رواها هشام بن عمار عن ابن عامر. وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان بالتخفيف كباقي السبعة. (٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦١٤)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٠٤). (٤) في (أ): "رأى". (٥) رواه ابن راهويه في "مسنده" (١٤٢٨)، والإمام أحمد في "مسنده" (٢٤٨٨٥)، وأبو العباس =