{لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ}: هو قطع رجائهم منهم.
{وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ}: قيل: أي: والمشركون للأصنام {جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} في التعصُّب لها والذبِّ عنها.
وقال مجاهد:{مُحْضَرُونَ} عند الحساب (١)؛ أي: لتشفع لهم، فتكذِّبهم وتتبرَّأ منهم، كما قال: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [مريم: ٨١ - ٨٢].
وقيل:{وَهُم}؛ أي: الأصنام {لَهُمْ}؛ أي: للمشركين {جُنْدٌ مُحْضَرُونَ}؛ أي: هم معتقِدون أنهم يُعِينونهم يوم القيامة كأنهم جندٌ لهم (٢).
وقيل: إنَّ كلَّ مَن عبَد شيئًا من دون اللَّه فإنه يؤمَر يوم القيامة باللحوق بمعبوده، فعبَدةُ الأصنام (٣) يُجعلون يومَ القيامة جندًا لهم يُجمعون إليها ثم يُحضرون النار جميعًا؛ قال تعالى:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}[الأنبياء: ٩٨].
وقيل:{وَهُمْ}؛ أي: المشركون {لَهُمْ}؛ أي: للأصنام {جُنْدٌ} متعصِّبون لهم في الدنيا {مُحْضَرُونَ} النارَ يوم القيامة، لا ينفعهم فيها تعصُّبهم لها.