قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ}: أي: أبعدهم عن رحمته في هذا اليوم {وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا}؛ أي: هيأ لهم نارًا موقودةً {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}؛ أي: في هذه النار {لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}: مَن يلي دفعَها عنهم ويمنعُهم من العذاب بها.
وقوله تعالى:{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ}: أي: تُصرَّف حالًا بعد حال، ولونًا بعد لون، بما يمسُّهم من لفحها واشتعالها فيها، فتسودُّ تارةً (١) وتخضرُّ أخرى.
ويجوز أن يكون في معنى قوله:{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ}[القمر: ٤٨].
ويجوز أن يكون هذا في معنى ما قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فينظر عن يمينه (٢) فلا يرى إلا النار، وينظر إلى يساره فلا يرى إلا النار، وينظر فوقه فلا يرى إلا النار، وينظر تحته فلا يرى إلا النار"(٣).
{يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا}: الألف في آخره إشباعُ الفتحة لتتساوى الفواصل، وهذا إخبارٌ أنهم إنما وقعوا في ذلك لكفرهم باللَّه ورسوله.
(١) في (ر) و (ف): "مرة". (٢) في (أ): "أيمن منه" بدل: "عن يمينه". (٣) رواه بنحوه البخاري (١٤١٣) و (٧٥١٢)، ومسلم (١٠١٦)، من حديث عدي بن حاتم رضي اللَّه عنه.