وقوله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}: قرأ عاصم: {أُسْوَةٌ} بضم الألف والباقون بكسرها (١)، وهما لغتان في القدوة، وتذكيرُ {كَانَ} لتقدُّم الفعل؛ أي: لقد كان لكم قدوةٌ برسول اللَّه حين خرج لحرب هؤلاء وبذَل نفسه لنصر دين اللَّه، مع ما قاساه من البلايا من البرد والجوع وحفر الخندق وغيرِ ذلك، فكان ينبغي لهؤلاء أن لا يخالِفوه ولا يتخلَّفوا عنه.
{وَمَا زَادَهُمْ} ما رأوا {إِلَّا إِيمَانًا} وتصديقًا (٢){وَتَسْلِيمًا} وتفويضًا، وقالوا: ظهر صدق وعد اللَّه في إصابة البلاء، فكذلك يظهر صدق وعده في النصر والفرج.
(١) انظر: "السبعة" (ص: ٥٢٠)، و"التيسير" (ص: ١٧٨). (٢) "وتصديقًا" ليست في (أ).