تمتَّعوا في الدنيا إلا قليلًا، وهو مدة أعماركم، وذلك قليلٌ لأنه ينقضي عن قريب؛ أي: فصبرُكم مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في مجاهدة الكفار خيرٌ لكم من الفرار على كل حال.
وقوله تعالى:{قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ}: أي: يمنعكم مما يريد اللَّه إنزالَه بكم.
{إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا}: أي: في أنفسكم من قتلٍ أو غيره من مكروه.
{أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً}: أي: إطالةَ عمرٍ في عافيةٍ وسلامة؛ أي: هل هذا كلُّه إلا من اللَّه تعالى؟
{وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}: أي: ولا ينال هؤلاء القوم من (١) غير اللَّه مَن يتولى حفظهم، ولا مَن ينصرهم على مَن يريد إيقاعَ مكروهٍ بهم.
ثم الجمعُ بين الأمرين وأحدُهما مكروهٌ والآخرُ محبوب -والمذكور في صدر (٢) الكلام هو العصمة- يُشْكل بظاهره، لكن تقديره في الثاني: ومَن يمنع اللَّه من أن يرحمكم إن أراد بكم رحمة.