وقوله:{يَعْرُجُ}: ظاهره يرجع إلى الأمر فهو المذكور قبله (١)، ومعناه: عروج المأمور بتبليغ ذلك الأمر.
وقوله تعالى:{إِلَيْهِ} ظاهره يرجع إلى اللَّه تعالى، ومعناه: العروج إلى المكان الذي كان الخطاب الأول فيه والأمر بالعروج إليه.
وقيل:{إِلَيْهِ}؛ أي: إلى السماء، فقد ذكر قبله وهو يذكَّر ويؤنَّث، قال اللَّه تعالى:{السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}[المزمل: ١٨] وقال الشاعر:
فلو رَفَع السماءُ إليه قومًا... لكنا في السماء مع النجوم (٢)
وقوله:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ} قيل: {كَانَ} زائدة؛ كما في قوله:{مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}[مريم: ٢٩].
وقيل: معناه: إن هذا مما عرفتُموه من قبلُ، فأما قوله في سورة {سَأَلَ سَائِلٌ}: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} فهو يومُ القيامة وذلك مقدارُه.
(١) بعدها في (ف): "يرجع إلى اللَّه تعالى". (٢) البيت للفرزدق، وهو في "ديوانه" (١/ ٣٣)، و"شرح نقائض جرير والفرزدق" لأبي عبيدة (٣/ ١١٠٥)، ودون نسبة في "معاني القرآن" للفراء (١/ ١٢٨) و (٣/ ١٩٩)، و"تفسير الطبري" (٢٣/ ٣٩١)، و"معاني القرآن" للزجاج (٥/ ١٤٣)، و"المذكر والمؤنث" لأبي بكر الأنباري (١/ ٤٩٣)، وغيرها. ورواية الديوان: (الإله) بدل (السماء)، وعجزه في المصادر: لحقنا بالسماء مع السحاب