{تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ}: أي: هذه آياتُ القرآن {وَكِتَابٍ مُبِينٍ} وهو القرآن، وإنما جمع بينهما لاجتماع الوصفين له، فإنه يُقرأ ويُكتب، والواو ليست للمغايرة بل للدلالة على الوصفين.
وقيل: هو للمدح (١) كما في قوله: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا}[آل عمران: ٣٩]، وإنما عرِّف الأول ونكِّر الثاني؛ لأن الأول كاسم العلم له، والثاني كالصفة له، ويجوز في صفة العلم التعريف والتنكير: زيد رجل عاقل، وزيد الرجل العاقل.
وقال في سورة الحجر:{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ}[الحجر: ١] فعرَّف الكتاب ونكَّر القرآن، وهاهنا على قلبه (٢)؛ لأن كل واحد من الاسمين جُعل اسمًا له (٣) مطلقًا وفيه معنى الصفة، وأيُّهما جعل اسمًا والآخرُ صفةً صح هذا.
* * *
(١) "وقيل: هو للمدح" ليس في (أ). (٢) في (ر) و (ف): "ثلاثة"، ولعلها محرفة عن: "خلافه". (٣) "له" من (أ).