وقوله تعالى:{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا}: أي: هؤلاء يُجزون بأقوالهم وأفعالهم الغرفَ في الجنة بما صبروا على هذه الأخلاق، والغرفةُ جنسٌ يصلح للجمع، وقد قال تعالى:{وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}[سبأ: ٣٧] وقال تعالى: {لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ}[الزمر: ٢٠].
وقال القشيري رحمه اللَّه: استكثَرَ القليل من عباده فعدَّد أفعالهم في آيات، واستقلَّ الكثير من نفسه فعدَّ الجنة بما فيها على كثرتها غرفةً (١).
وقوله تعالى:{وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا}: قرأ حمزة والكسائي بفتح الياء وتخفيف القاف، وهي قراءة عاصم في رواية أبي بكر؛ أي: يَرَوْن فيها ويَجِدُون فيها، وقرأ الباقون:{وَيُلَقَّوْنَ} بضم الياء وتشديد القاف (٢)؛ أي: تلقِّيهم الملائكة ذلك؛ كما قال تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} [الرعد: ٢٣ - ٢٤].