وقوله تعالى:{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ}: أي: ذلك العذابُ لكم بما قدمتُم من الكفر والمعاصي، والإضافة إلى اليد لِمَا أن عامة ما يكتسبه الإنسان يكون بيده، ولأنه يُذكر للتحقيق على معنى: أنه فَعَل بنفسه لا غيرُه بأمره، قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا}[يس: ٧١].
وقوله تعالى:{وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}: أي: وبأن اللَّه لا يظلم عباده، فلا يعاقبُهم من غير جُرمٍ.
قال الكلبيُّ: نزلت الآية في كعب بن الأشرف وغيرِه من رؤساء اليهود، أتوا رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: إن اللَّه قد (١) عهد إلينا -أي: أمَرنا وأخذ الميثاق علينا- في التوراة أن لا نصدِّق أحدًا حتى يأتيَنا بقربانٍ تأكله النار؛ أي: يقرِّبَ قربانًا فتنزلَ من السماء نارٌ فتأكلَه، فإن جئتنا بهذا (٢) صدَّقناك، فنزلت الآية (٣).