"من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرأي فقد أشرك"].
قال عوفُ بنُ مالكٍ عند ذلك: أفلا يعمِد اللهُ إلى ما ابتُغيَ به وجهُهُ من ذلك العملِ كلَّه فَيَقْبَلُ ما خلَص له، وَيدعُ ما أَشرك به؟
قال شدادٌ عند ذلك: فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"إن الله عز وجل قال: أنا خيرُ قَسِيمٍ لمن أَشركَ بي، من أشرك بي شيئاً فإن حَشْدَ عمَلهِ (١) قليلهِ وكثيرهِ لشريكه الذي أشرك به، وأَنا غني".
رواه أحمد. وشهر يأتي ذكره.
[موضوع] ورواه البيهقي، ولفظه: عن عبد الرحمن بن غَنْم:
أنه كان في مسجد (دمشق) مع نفرٍ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم معاذُ بنُ جبلٍ، فقال عبدُ الرحمن: يا أَيها الناسُ! إن أخوف ما أخافُ عليكم الشركُ الخَفيُّ. فقال معاذ بن جبل: اللهم غُفراً، أوَ ما سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حيث ودَّعَنا:
"إن الشيطانَ قد يَئسَ أن يُعبدَ في جزيرتِكم هذه، ولكنْ يُطاعُ فيما تَحتقرون من أعمالِكم، فقد رضي بذلك"؟
فقال عبدُ الرحمن: أنشدُكَ اللهَ يا معاذُ! أما سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"من صامَ رياءً فقد أشركَ، ومن تَصَدَّقَ رياءً فقد أَشركَ"؟ فذكر الحديث.
وإسناده ليس بالقائم.
(١) الأصل: (جَسَدَه وعمله)، وكذا في المخطوطة (ق ١١/ ٢) ومطبوعة الثلاثة! وفي "المجمع" (١٠/ ٢٢١): "جسده عمله" وكل ذلك لا معنى له، والتصحيح من "المسند" و"جامع المسانيد" لابن كثير (٦/ ٢٢٠/ ٤٢٩١)، وحسن إسناده! لكن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان قد يئىس .. " الحديث قد صح من حديث جابر، وسيأتي في "الصحيح" (٢٣ - الأدب/ ١١ - باب/ الحديث ٩). و (الحَشْدُ): الجمع.