أحدها: أنه ضعيف؛ لأن أبا سلمة ومحمد بن علي لم يدركا عمر (١).
والثاني: أنه محمول على أنه أسر بالقارءة.
والثالث: أن البيهقي رواه من طريقين موصولين عن عمر: أنه صلى المغرب، فلم يقرأ، فأعاد.
قال البيهقي: وهو الرواية موصولة، وهي موافقة للسنة في وجوب القراءة، وللقياس في أن الأركان لا تسقط بالنسيان (٢).
فإن قلت: فقد روي عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أنه قال: القراءة سنة.
رواه البيهقي (٣).
قلت: قال البيهقي وغيره: مراده: أن القراءة لا تجوز إلا على حسب ما في المصحف، فلا تجوز مخالفته، وإن كان على غير (٤) مقاييس العربية، بل حروف القراءة سنة متبعة؛ أي: طريق تتبع ولا تغير (٥).
(١) قلت: وكذا ضعفه الإمام الشافعي بالإرسال. وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" (١/ ٤٢٧): هذا حديث منكر، وقد ذكره مالك في "الموطأ"، وهو عند بعض رواته، وليس عند يحيى وطائفة معه، لأنه رماه مالك من كتابه بأخرة، وقال: ليس عليه العمل. وانظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر (١/ ٢٧٣). (٢) انظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (٢/ ٣٨٢). (٣) في "السنن الكبرى" (٢/ ٣٨٥)، وكذا الطبراني في "المعجم الكبير" (٤٨٥٥). (٤) "غير" ليست في "ق". (٥) انظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (٢/ ٣٨٥).