وأما الرعب: فهو الخوف والوجل مما يحاذر في المستقبل، يقال منه: رعبته، فهو مرعوب: إذا فزعته، ولا يقال: أرعبته (٣).
وهذا الرعب - والله أعلم - هو الذي ألقاه الله تعالى في قلوب الكفار في قوله تعالى:{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}[آل عمران: ١٥١]، وقوله تعالى:{وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}[الأحزاب: ٢٦].
الثاني: ق: الخصوصية التي يقتضيها لفظ الحديث متقيدة بهذا القدر من الزمان، ويفهم منه أمران:
أحدهما: أنه لا ينفي وجود الرعب من غيره في أقل من هذه المسافة.
والثاني: أنه لم يوجد لغيره في أكثر منها؛ فإنه مذكور في سياق الفضائل والخصائص، ومناسبته (٤) أن لا تذكر الغاية فيه.
وأيضا: فإنه لو وجد أكثر من هذه المسافة لغيره، لحصل الاشتراك (٥)
(١) انظر: «مجمل اللغة» لابن فارس (ص: ٨٧٠). (٢) انتهى ليس في (خ). (٣) انظر: «الصتحاح» للجوهريب (١/ ١٣٦)، (مادة: رعب). (٤) في (ق): "ومناسبة. (٥) في (خ): الإشراك).