قد تَقَدَّمَ الكلامُ على تفسير لفظ:(أما)(١) ومعناها أولَ الكتاب بما يُغني عن الإعادة.
وقوله:"أَيُّها الناسُ"، الأصل: يا أيها الناسُ، فحذف حرفُ النداء، وهذا أحدُ المواضع الأربعة التي (٢) يجوز فيها حذفُ حرف النداء، على ما هو مقرر في كتب النحو، والناسُ هنا: نعتٌ لا يُستغنى عنه، وهو -أيضًا- أحدُ المواضع الثلاثة التي (٣) يلزم فيها النعتُ وجوبًا.
وقوله:"نزلَ تحريمُ الخمر" يريد -واللَّه أعلم-: قولَه تعالى في سورة المائدة: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠)} [المائدة: ٩٠]، وفي آية أخرى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ
= * مصَادر شرح الحَدِيث: "معالم السنن" للخطابي (٤/ ٢٦٢)، و"المفهم" للقرطبي (٧/ ٣٤٠)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٤/ ٢١٠)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (٣/ ١٦٤١)، و"التوضيح" لابن الملقن (٢٧/ ٨٧)، و"فتح الباري" لابن حجر (١٠/ ٤٦)، و"عمدة القاري" للعيني (١٨/ ٢١١)، و"كشف اللثام" للسفاريني (٧/ ٥٢)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٩/ ٥٧). (١) في "ت" زيادة: "بعد". (٢) في "ت": "الذي". (٣) في "ت": "الذي".