القضاء في اللغة: أصلُه الحكمُ، ومنه قولُه تعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[الإسراء: ٢٣]؛ أي: حكم، وقد يكون بمعنى الفراغ من (١) الشيء، تقول: قد قُضِيَتْ حاجتي، وضَرَبَه فقضى عليه؛ أي: قتله، كأنه فرغَ منه، وقَضَى نَحْبَه؛ أي: ماتَ، وفرغَ من الدنيا (٢).
قيل: إن هذا الحديث أحدُ الأحاديثِ الأركانِ من أركان (٣) الشريعة؛ لكثرة ما يدخل تحته من الأحكام (٤). وقد تقدم الكلام على ذلك في أول الكتاب.
ولتعلمْ: أن القضاء والإمامة من فروض الكفايات (٥)؛ لما فيه من مصالح العباد؛ من فصل الخصومات، ورفع التهارجُ (٦)، وإقامة الحدود،
= و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٤/ ١٦٢)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (٣/ ١٥٥١)، و"النكت على العمدة" للزركشي (ص: ٣٣٢)، و"فتح الباري" لابن حجر (٥/ ٣٠١)، و"عمدة القاري" للعيني (١٣/ ٢٧٤)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٤/ ٤٢١)، و"كشف اللثام" للسفاريني (٦/ ٤٤٢)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٩/ ٦٩). (١) في "ت": "عن". (٢) انظر: "الصحاح" للجوهري (٦/ ٢٤٦٣)، (مادة: ق ض ى). (٣) "أركان" ليس في "ت". (٤) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٤/ ١٦٢). (٥) في "ز": "الكفاية". (٦) في "ت": "التهاجر".