مكة حتى ماتَ، ذكره ابنُ مزين (١) وقاله (٢) عيسى بنُ دينار.
وذكرَ البخاريُّ أنه هاجرَ، وشهدَ بدرًا، ثم انصرفَ إلى مكةَ، وماتَ بها.
وقال ابنُ هشام: إنه هاجرَ إلى الحبشةِ الهجرةَ الثانيةَ، وشهدَ بدرًا وغيرَها، وتُوفي بمكة، في حجةِ الوداع سنةَ عشرٍ، وقيل: تُوفي بها سنةَ سبعٍ في الهُدْنة، خرجَ مختارًا من المدينة إلى مكةَ.
فعلى هذا، وعلى قول عيسى: سببُ بؤسِه سقوطُ هجرته؛ لرجوعه مختارًا، وموتِه بها.
وعلى قول الآخرين: سببُ بؤسِه موتُه بمكةَ، على أيِّ حالٍ كان (٣) كان لم يكنْ باختياره؛ لما فاته من الأجر والثوابِ الكامل بالموتِ في دار هجرته والغربةِ عن وطنه الذي هجرَهُ للَّه تعالى.
ع (٤): وقد روي في هذا الحديث: أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خَلَّفَ مع سعدِ ابنِ أبي وقاصٍ رجلًا، وقال له:"إِنْ تُوُفِّيَ (٥) بِمَكَّةَ، فَلَا تَدْفِنْهُ بها"(٦).
وقد ذكر مسلم في الرواية الأخرى: أنه كان يكره أن يموتَ في
(١) في "خ": "ابن مزيز" وفي "ت": "ابن حزين"، ووقع في مطبوعة "الإكمال": "ابن سيرين". (٢) في "خ" و"ت": "وقال". (٣) "كان" ليس في "خ". (٤) "ع" ليست في "ز". (٥) في "ت": "مات". (٦) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ١٤٦).