فيه: دليلٌ على منع التقاطِها، والتعرُّضِ لها؛ لأنها تَرِدُ الماء، وترعى الشجرَ، وتعيش بلا راعٍ، وتمتنع عن أكثر السباع.
وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "معها حِذاؤها وسِقاؤها": من بليغ المجاز، وحُسْن الاستعارة؛ فإنه يريد بالحِذاء: أخفافَها (٣)، يقول: إِنها تقوى على السير، وقطعِ البلاد.
وقد قال بعض الأَعراب لأَمَةٍ له غليظةِ القدمين: أَطِرِّي؛ فإنَّك ناعِلَةٌ (٤)، جعلها؛ لغلظ قدميها، وقوتها على المشي، كأَنَّ لها نعلين.
وأراد-عليه الصلاة والسلام- بالسِّقاء: قُوَّتَها على وردِ (٥) الماء، فتحملُ رِيَّها في أكراشِها (٦).
قال الخطابي: فإن كانت الإبل مهازيلَ لا تنبعثُ، فإنها بمنزلة الغنم التي قيل فيها: هي لكَ، أو لأخيكَ، أو للذئبِ.
واختُلف عندَنا في إِلحاق البقر، والخيل، والحمير، بالإبل على
(١) في "ت": "يقسم". (٢) وانظر: "التاج والإكليل" لابن المواق (٦/ ٧٠). (٣) في "ت": "أخفاها". (٤) في "ت": "فأنكرنا عليه" مكان "فإنك ناعلة". (٥) في "ز" و"ت": "ورود". (٦) في "ت": "أكراها".